حماية السنة النبوية- رد على التشكيك وتطبيق الشريعة

المؤلف: عبدالله عمر خياط08.14.2025
حماية السنة النبوية- رد على التشكيك وتطبيق الشريعة

في الذكر الحكيم، يتجلى قول الحق جل جلاله في سورة الحجر: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. وهذا وعد رباني قاطع بحفظ كتابه الكريم من كل تحريف أو تبديل.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فكتاب الله لمن تدبر معانيه وفقه مقاصده يصبح نوراً يسعى به بين الناس، يهتدي به في ظلمات الحياة. ومما ثبت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قوله: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، مشيراً إلى السنة النبوية المطهرة.

لذا، كان من دواعي الأسف والاستياء أن يظهر من بين أبناء هذا الوطن من يطعن في السنة النبوية الشريفة وما أُثر عن الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم -، وأن يتطاول على الرموز الدينية والسياسية، وأن يتهم علماء الدين بالباطل، وذلك كما ورد في صحيفة «عكاظ» بتاريخ 28/‏2/‏1438هـ، حيث ذكر الخبر: «أن المحكمة الجزائية المتخصصة بدأت النظر في اتهامات هيئة التحقيق والادعاء العام لرجل أعمال بتشكيكه بالسنة النبوية المطهرة وما ورد عن الصحابة - رضوان الله عليهم -». وغيرها من الأمور التي لا يجوز السكوت عليها بحال من الأحوال.

والحال أن الصحيح من أحاديث الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم لا مرية فيه ولا جدال حوله، وأن السنة النبوية الغراء هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وقد قال فيها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي». وهذا توجيه نبوي حكيم للأمة جمعاء.

ونظراً لضيق المساحة المتاحة في هذا المقال، فسأعرض قصة صحابي جليل من عامة الصحابة، وكيف كان حرصهم على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، وشرفهم بصحبة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك كمثال حي: «أن أحد الصحابة الأجلاء من الأنصار، وهو أبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه، كان يواظب على صلاة الفجر جماعة خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنه كان ينصرف مسرعاً بعد انتهاء الصلاة مباشرة، فاستوقفه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وسأله قائلاً: يا أبا دجانة، أليست لك عند الله حاجة؟ فأجابه أبو دجانة: يا رسول الله، إنه ربي ولا أستغني عنه طرفة عين، فقال صلى الله عليه وسلم: إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة ثم تدعو الله بما تريد؟ فأوضح أبو دجانة: إن لي جاراً من اليهود، وله نخلة باسقة تمتد فروعها في صحن داري، فإذا عصفت الريح ليلاً أسقطت رطبها عندي، لذلك أخرج مسرعاً لأجمع ذلك الرطب وأرده إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالي فيأكلوا منه وهم جياع، وأقسم لك يا رسول الله إنني رأيت أحد أولادي يمضغ تمرة فأدخلت إصبعي في حلقه فأخرجتها قبل أن يبتلعها، ولما بكى ولدي من الجوع، قلت له: أما تستحي من وقوفي أمام الله سارقا؟». يا له من مثال عظيم على الورع والتقوى!

إن عدم قبول أي عذر أو تبرير لتبرئة المتهم مما هو ثابت عليه بالدليل القاطع، يستوجب توقيع أشد العقوبات عليه، ليكون عبرة لغيره، ولكي لا يتجرأ أحد على أن يأتي ببدع من القول ما لا يليق. وإني على يقين جازم بأن من نجا من عقاب الدنيا، فإلى أين يهرب من عذاب الله العظيم وجحيمه؟!

الخلاصة القول: أيها الإنسان الفاني، لا تغفل عن الموت فإنه لا يغفل عنك. وتذكر دائماً أن الحياة الدنيا قصيرة وزائلة، وأن الآخرة هي الباقية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة